بحثا عن وثائق رئاسية سرية.. الـ “FBI” يداهم مقر إقامة ترامب في فلوريدا
أڤيجنا نيوز – متابعات:
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) داهموا مقر إقامته الشهير «مار إيه لاجو» في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وهو منتجع سكني يعتبر من أفخم المنتجعات في الولايات المتحدة.
وعملية التفتيش غير المسبوقة لمنزل رئيس سابق من شأنها أن تمثل تصعيدا كبيرا في التحقيق الخاص بالسجلات، وهو أحد التحقيقات العديدة التي يواجهها ترامب بشأن فترة وجوده في المنصب وبشأن أعماله التجارية الخاصة.
هذا ورفض مكتب التحقيقات الفدرالي تأكيد حصول عملية التفتيش أو الغاية منها، كما أن الرئيس السابق ترامب لم يعط أي إشارة عن سبب مداهمة منزله، ما يزيد من الضغوط القضائية التي يتعرض لها الرئيس السابق.
قد يعجبك أيضاً:
سلطنة عُمان تحقق أعلى فائض مالي منذ تسع سنوات
بعد 3 سنوات .. بحار فرنسي ينهي جولة عالمية بقاربه الشراعي
برشلونة يبيع 25% من شركته الخاصة بالتداول الرقمي والإنتاج السمعي
وقال ترامب في بيان نشره على منصة التواصل الإجتماعي “تروث” التي يملكها «إنها أوقات عصيبة تمر بها أمتنا، حيث يخضع منزلي الجميل في مار ايه لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا حاليا للحصار والمداهمة والإحتلال من قبل مجموعة كبيرة من رجال مكتب التحقيقات الفدرالي».
وقال إريك ترامب، أحد أبناء الرئيس السابق البالغين، لشبكة فوكس نيوز إن التفتيش يتعلق بصناديق وثائق أحضرها ترامب معه من البيت الأبيض، وإن والده يتعاون مع السجلات الوطنية في هذا الشأن منذ شهور.
هذا وأظهرت صور جوية لمنتجع “مار ايه لاغو” سيارات شرطة أمام مقر ترامب.
وأضاف ترامب الذي وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، لم يكن موجودا في منزله في بالم بيتش خلال المداهمة “إنه سوء سلوك من جانب الإدعاء العام، واستخدام لنظام العدالة كسلاح، وهجوم يشنه الديموقراطيون من اليسار المتطرف الذين يحاولون بشكل يائس أن لا أترشح للرئاسة في عام 2024″، مشيرا الى “أنهم حتى اقتحموا خزنتي”.
كما نقلت وسائل إعلام أمريكية عدة، عن مصادر قريبة من الملف، قولها إن عملية التفتيش تمت بإذن من المحكمة وهي متعلقة بسوء تعامل محتمل مع مستندات سرية تم نقلها إلى “مار ايه لاغو”.
وكانت هيئة المحفوظات الوطنية الأمريكية في شباط/ فبراير الماضي قد كشفت أنها استردت 15 صندوقا من الوثائق من مقر ترامب في فلوريدا تضمنت بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” مستندات سرية للغاية حملها ترامب معه عند مغادرته واشنطن بعد خسارته الإنتخابات.
وكان من المفترض أن يسلم ترامب في نهاية ولايته الوثائق والتذكارات التي بحوزته، ولكنه بدلا من ذلك نقلها إلى مقره في منتجع “مار ايه لاغو”. وتضمنت الوثائق أيضا مراسلات خاصة بالرئيس الأسبق باراك أوباما.
وأثار إسترداد الصناديق تساؤلات حول التزام ترامب بقوانين السجلات الرئاسية التي تم وضعها بعد فضيحة “ووترغيت” في السبعينات وتتطلب من الرؤساء الإحتفاظ بالسجلات المتعلقة بعملهم.
وحينها طلبت هيئة المحفوظات الوطنية أن تفتح وزارة العدل تحقيقا في ممارسات ترامب.
ووفقا لكتاب يصدر قريبا لمراسلة صحيفة “نيويورك تايمز”، ماغي هابرمان كان موظفو البيت الأبيض يكتشفون بانتظام أكواما من الورق تسد المراحيض، ما دفعهم للاعتقاد بأن ترامب كان يحاول التخلص من وثائق معينة.
ومنذ رحلته الأخيرة على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” من واشنطن إلى فلوريدا في 20 كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، لم يتوقف ترامب الشخصية الأكثر إستقطابا في الولايات المتحدة عن مواصلة بث أخبار مضللة عن فوزه في إنتخابات عام 2020.
وعلى مدار أسابيع، عكفت لجنة نيابية في واشنطن على عقد جلسات إستماع في الكونغرس حول إقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير في إطار تحقيق تجريه بشأن محاولة قلب نتيجة الإنتخابات الرئاسية، وتحقق وزارة العدل أيضا في إقتحام مقر الكونغرس.
وبينما رفض المدعي العام ميريك غارلاند التعليق على تكهنات بإمكان توجيه إتهامات جنائية لترامب، إلا أنه أكد قائلا “لا يوجد شخص فوق القانون”، مبديا عزمه على “محاسبة كل شخص مسؤول جنائيا عن محاولة قلب نتيجة إنتخابات شرعية”.
ويخضع ترامب ايضا للتحقيق في محاولات لتغيير نتائج الإنتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، في حين يتم التحقيق بممارساته التجارية في نيويورك في قضايا منفصلة، واحدة مدنية والأخرى جنائية.
ولم يعلن ترامب بعد ترشحه رسميا لانتخابات عام 2024 الرئاسية، على الرغم من أنه ألمح لذلك بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومع تراجع نسبة التأييد للرئيس جو بايدن إلى أقل من 40% وتوقع فقدان الديموقراطيين لهيمنتهم في مجلس النواب بعد إنتخابات تشرين الأول/نوفمبر النصفية، يتفاءل ترامب بإمكان ركوب الموجة الجمهورية للوصول إلى البيت الأبيض مجددا عام 2024.
مار لاجو .. المنتجع التاريخي
مار لاجو .. تعني “من البحر إلى البحيرة” باللغة الإسبانية ، وهو إسم المنتجع الأمريكي التاريخي ، والذي يعتبر معلما وطنيا في بالم بيتش فلوريدا.
تم بناء المنتجع من سنة 1924 إلى سنة 1927 لوريثة شركة الحبوب الغذائية الشهيرة “بوست” والشخصية الإجتماعية البرجوازية ، مارجوري ميريويذر بوست.
يضم القصر الذي تبلغ مساحته 126 غرفة بمساحة 6000 متر مربع نادي مار لاجو، وهو نادي مخصص للأعضاء ، مع غرف ضيوف ، ومنتجع صحي ، ووسائل راحة أخرى على طراز الفندق، ويطل على المحيط الأطلسي من الشرق والداخل مجرى مائي في فلوريدا إلى الغرب.
بعد وفاة بوست في السبعينيات، قرر ترامب شراء المنتجع عام 1985، مقابل 10 ملايين دولار فقط ، واستخدم المنتجع كمقر إقامة رئيسي له ولأسرته لمدة 8 سنوات، قبل أن يحوله إلى نادي إجتماعي خاص، مع الحفاظ عليه. مناطق خاصة لسكن عائلته داخل المنتجع.
المصدر: يورو نيوز