فرانكفورت .. مدينة الجمال والسياحة والمال
أفيجنا نيوز – متابعات:
فرانكفورت .. تجمع مدينة فرانكفورت الواقعة في ولاية هيسين بوسط غرب ألمانيا بين الحضارة والحداثة، فبينما تُعرف عالميا باعتبارها العاصمة الإقتصادية لواحدة من أقوى إقتصاديات أوروبا.
حيث تضم المدينة العديد من الشركات و البنوك ومقر البنك المركزي الأوروبي وبورصة الأوراق المالية الألمانية “داكس”، بالإضافة إلى المعارض المتعددة التي تقام فيها كل عام.
شهدت شوارع المدينة التاريخية التي يبلغ عمرها ما يقارب من 700 عام أحداث تنصيب العديد من القياصرة، وأقيمت بها المجالس القومية لأعضاء برلمانات الدويلات الألمانية وذلك في منتصف القرن التاسع عشر، وتم فيها توقيع معاهدة فرانكفورت في أكتوبر 1871، كما كانت مقرا لاجتماعات المجلس الوطني التشريعي الألماني عام 1848 في كنيسة القديس بولس، والتي تم فيها صياغة الدستور الألماني الموحد عام 1849، والذي اعتبر لاحقا عماد الدولة الألمانية الحديثة.
ورغم أنها ظلت لسنوات تحتل أهمية ضئيلة في سياق النشاط الفكري والثقافي العالمي، ولا يُمكن الإستمتاع فيها على عكس مدن ألمانية أخرى ذات شعبية هائلة بين الزائرين مثل ميونيخ والعاصمة برلين، لكن المدينة الشهيرة انقلبت في عدة سنوات لتصبح عاصمة للفنون، فقد أقيم فيها ثلاثة عشر قصراً جديداً للفنون والمتاحف على نهر الماين، مثل متحف الفنون الحيّة ومتحف الفنون المعمارية ومتحف الفنون المعاصرة؛ لتقدم المدينة ذات الـ 700 ألف نسمة العديد من الخيارات للمسافرين والسياح الذين يقصدونها من شتى أنحاء العالم، من المتاحف والتاريخ وحتى المناظر الطبيعية والأمسيات الصاخبة.
قد يعجبك أيضاً:
فوائد رائعة للشمام ستجعل منه فاكهتك الصيفية المفضلة
البرلمان الأوروبي يعتمد قوانين جديدة لإدارة القطاع الرقمي
بدء السباق لخلافة جونسون بعد إستقالته وتوغنهات أبرز المرشحين
نهر ماين هو أشهر معالم مدينة فرانكفورت الذي تطل عليه، ويُمكن للسائح الإستمتاع به على متن رحلات في قوراب حديثة من طابقين لاستكشاف المعالم الطبيعية، وهناك رحلات ليوم كامل تشمل مدن القلاع الرومانسية على طول وادي الراين الأوسط، بالإضافة إلى رحلات ليلية لتناول العشاء.
بعد ذلك يُمكن التجول في ميدان “رومربرج” الشهير، والذي يُعّد محورًا للحياة في المدينة القديمة منذ القرن التاسع الميلادي، وطالما شهد الفعاليات والمناسبات المهمة في فرانكفورت، سواء الإنتخابات والمبارزات وتنفيذ أحكام الإعدام وأسواق الكريسماس؛ ويضم الميدان العديد من المباني التاريخية، مثل كنيسة نيكولاي القديمة وكنيسة القديس بولس، ومبنى رومر الذي أكسب الميدان اسمه وكان مقرًا لحكومة فرانكفورت لما يزيد عن 600 عام، فضلاً عن القاعة الإمبراطورية التي تعرض صورا لـ52 إمبراطورا رومانيا مقدسا.
وعلى طول الضفة الجنوبية لنهر ماين يوجد “متحف السد” وهو عبارة عن صف من 9 متاحف، كل منها يتخصص في شأن معين بداية من الفن والهندسة المعمارية حتى الأفلام والتاريخ الطبيعي؛ ومن أبرز هذه المتاحف Liebieghaus الذي يعرض منحوتات وتماثيل من مصر القديمة حتى القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى أعمال فنية من أوروبا وأفريقيا وآسيا؛ وكذلك متحف Städel الذي يعرض أعمالاً لعملاقة أوروبيين من القرن 14 حتى أوائل القرن 20 ومن بينهم رامبرانت وبوش وفيرمير وبوتيتشيلي وديجا.
وهناك متحف الفن الحديث الذي يُطلق عليه أهالي فرانكفورت اسم “قطعة الحلوى”، وذلك لشكل البناء المثلث المشابه لقطعة الحلوى، وقد افتتح في عام 1991، ويضم مجموعة مقتنيات رجل الأعمال كارل شتروهر، وأعمالا من أميركا وأوروبا تعود إلى ستينيات القرن العشرين، إضافة إلى أعمال مختلفة من الفن المعاصر، ويرافق العرض الدائم لمقتنيات المتحف معارض كثيرة متنوعة لأعمال فنية من مختلف الاتجاهات، وتشمل “غرفة الأطفال” أعمالاً فنية مخصصة للأطفال من هواة الفن ومحبي المتاحف.
كما يقدم متحف فرانكفورت التاريخي فرصة للتعرف إلى الفن الخاص ومجموعات التحف الخاصة بأشهر فنانين في فرانكفورت، مع وجود معارض مختلفة تشمل الأثاث والآلات الموسيقية والتكنولوجيا؛ ويُعّد هذا المتحف المكان المثالي لمعرفة المزيد عن تاريخ فرانكفورت وشخصياتها البارزة، بالإضافة إلى الفن الكلاسيكي.
من المزارات الرئيسية في المدينة كذلك حديقة حيوان فرانكفورت، وهي واحدة من أقدم حدائق الحيوان في أوروبا، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1858، وهي من أكبر وأهم حدائق الحيوان في القارة الأوروبية، حيث تحتوي على أكثر من 4500 حيوان من 450 فصيلة مختلفة؛ وتضم عند منطقة المرسى “إكزوتاريوم” الذي يعد موطنًا لمجموعة مميزة من الأسماك والطيور والزواحف من جميع أنحاء العالم، أما الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب فيقيمون في غابة بورغوري الموطن الداخلي المغلق المقام على مساحة 10 آلاف متر مربع وتتميز بالشلالات والنباتات الإستوائية.
وبالنسبة لأوبرا فرانكفورت القديمة فهى لا تبدو عتيقة جدا كما يبدو من شكلها الخارجي، حيث تضرر هيكلها الكلاسيكي الحديث خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أُعيد بناؤه في الثمانينيات بعد غضب شعبي عارم أنقذ الأوبرا من الهدم والإزالة، وحاليا تستضيف الأوبرا نحو 300 حدث في العام، ويشمل ذلك عروض أوبرا وباليه وسيمفونيات ورقص حديث ومسرحيات موسيقية وحفلات روك في بعض الأحيان، وتعد القاعة الكبرى التي تحتوي على 2450 مقعدا هي القاعة الرئيسية في الأوبرا القديمة، كما توجد قاعة موزارت الأصغر حجما وتضم 720 مقعدا لإقامة المناسبات الأقل أهمية.
المصدر: aldanamagazine